مـنـتــديـات مـؤمـن جـودة الـمـشوقـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنـتــديـات مـؤمـن جـودة الـمـشوقـة

مـنـتــديـات مـؤمـن جـودة الـمـشوقـة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"..."

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
(رهام)
:.مهلهل جديد .:
:.مهلهل جديد .:
(رهام)


انثى عدد الرسائل : 30
الموقع : www.alnookhbah.com
تاريخ التسجيل : 13/09/2008

"وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"..." Empty
مُساهمةموضوع: "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"..."   "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"..." I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 23, 2008 10:15 pm



"وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"..." Besm3ix5hb

"وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"..." Besm5ef5



الحياة دار اختبار، فيها الحزن والألم كما فيها الفرح والسرور، فيها الضحك كما فيها البكاء، وإن كان الناس لا يعبأون بمناقشة أمورهم عند الضحك والسرور فما أحوجهم إلى ذلك عند البكاء والحزن.. فهيا بنا نقف على باب النبي لنتذكر دموعه الطاهرة ودموعا سقطت من عيون أنبياء الله.. عسى أن يكون في ذلك سلوى لنا عندما تدهمنا الحياة وتنهمر الدموع..

وبداية لنعلم أن أنبياء ورسل الله قد عاشوا لحظات ومواقف مؤلمة من حياتهم حزنا على فراق وممات عزيز لديهم أو تضرعا لله تعالى أن يغفر لهم تقصيرهم، فالأنبياء بشر مثلنا غير أن الله اصطفاهم برسالاته وكتبه فهيأهم بطهارة القلوب لحمل الأمانة.. كما قال تعالى على لسانهم في كتابه الكريم: "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ".. كما قال تعالى: "قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً"..

لقد مر العديد من الأنبياء بمواقف حزن استدعت جريان دموعهم الطاهرة على وجوههم الشريفة

فنبي الله "إبراهيم"
عليه السلام عايش أكثر المواقف حزنا حينما أمره الله تعالى بترك زوجته "هاجر" وابنه الرضيع "إسماعيل" عليه السلام في وادٍ غير ذي زرع فهنا وقف الرجل البالغ من العمر أرذله وهو يرى ابنه الوحيد الذي وهبه الله إياه بعد طول انتظار متروكا في صحراء خاوية لكنه اطمأن إلى أن الأمر كله بيد الله الذي أمره بتركهما في الوادي القحيل فنظر نظرة ألم وفراق لزوجته ولابنه متوكلا على الله أن يحفظهم وينجيهم، وحفظهم الله ونجاهم وجعل من هذا الوادي المهجور أفضل بقاع الأرض وأطهر الماء فكانت الأرض هي "مكة" والماء ماء "زمزم"..

ولم يكن هذا الموقف أو تلك الدموع الوحيدة التي سالت على وجه النبي "إبراهيم" عليه السلام ولكن الله اختبره في موقف آخر حينما أمره بذبح ابنه "إسماعيل" عليه السلام فتعالوا معا نتخيل أن رجلا انتظر سنوات وسنوات على أمل أن يرزقه الله الولد وحينما يرزقه الله به ويشتد عوده يأمره جلّ وعلا بذبحه فينصاع النبي لأمره سبحانه وتعالى ويستل سكينا ويهِّم بذبح الابن والدموع تسيل على وجهه عليه السلام.. فيطلب إليه سيدنا "إسماعيل" عليه السلام أن يضعه على وجهه حتى لا تأخذه أي رأفة عندما يرى وجه ابنه وهو يهم بذبحه ولكن الله فداه بذبح عظيم..


أما نبي الله "نوح" عليه السلام فقد عايش لحظات الألم والدموع حينما أمره الله بركوب الفلك ولم يجد ابنه إلى جواره كان يريد عليه السلام ألاّ يكون ولده من الهالكين وقال له يا بني اركب الفلك معنا، لكن الابن قال إنه سيأوي إلى جبل يعصمه من الماء فأخبره والده مترجيا أن يركب السفينة قائلا له لا عاصم اليوم من أمر الله.. لكن أمر الله تعالى كان قد صدر بأن ينجو "نوح" ومن معه وأن يترك ابنه؛ لأنه من المغرقين.

ولم تكن الدموع ببعيدة عن النبي الرءوف "محمد" صلى الله عليه وسلم،
فهذا الطفل فقد أمه بعد ميلاده بست سنوات وهذه السيدة التي يعيش إلى جوارها وترضعه ليست أمه وحتى جده "عبد المطلب" حينما أتته لحظات الموت أحب أن يرى سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم إلى جواره لكن الحفيد لم يتحمل أن يرى جده الذي عطف عليه وأكرمه يحتضر فوقف بعيدا والدموع تنهمر من عينيه حزنا لفراق جده، ورغم أن النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم معروف عنه الصبر والجلد فإن الدموع والحزن لا يقلل من شأنه صلى الله عليه وسلم فهناك عام يسمى عام الحزن وهو العام الذي شهد وفاة عم النبي "أبو طالب" وهو الحصن الأمين الذي كان يلجأ إليه الرسول وقت أن يشتد اضطهاد قريش له، كما توفيت السيدة "خديجة" رضي الله عنها وهي الزوجة والأخت والأم بالنسبة له صلى الله عليه وسلم، وقد كانت النفس الهادئة المطمئنة التي يلجأ إليها النبي كلما اشتد عليه أمر.. ولا ننسى المنظر الشهير للنبي الأكرم حينما جرى إلى حضن السيدة "خديجة" وقال لها: (دثريني.. دثريني) بعدما شاهد لأول مرة "جبريل" عليه السلام، كما أن السيدة "خديجة" وقفت إلى جواره صلى الله عليه وسلم فكانت أول من آمن به وبرسالته فتخيلوا كيف يعيش النبي هذا الموقف العصيب من فراق عمه وزوجته، ولكن الله واسى النبي بعدها برحلة الإسراء والمعراج فضلا عن توالي الفتوحات الإسلامية....

نعم لقد عوضه الله خيرا وثبت قلبه ولكن الدموع تجددت فلا يمكن أن ننسى مشهد بكاء النبي تحت شجرة بالطائف حينما خرج النبي إليهم داعيا إلى الإسلام والهداية لكنهم آذوه وألقوا على جسده الطاهر بالطوب والحجارة حتى سالت الدماء من جسده الشريف فجلس تحت الشجرة شاكيا إلى الله حاله قائلا دعائه الشهير: (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني؟.. أم إلى قريب ملّكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بالله)..

وهنا يهتز عرش الرحمن لدموعه الشريفة صلى الله عليه وسلم، فيبعث له الله "جبريل" عليه السلام ومعه ملك الجبال يقول له مُرني فأطبق عليهم الأخشبين -وهما جبلان يحيطان بمكة- لكن الرسول الرحيم يقول: "لعل الله يخرج من بين أصلابهم من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله"..
وتبدأ دموعه الشريفة تجف بعد أن يستقر في يثرب ويبدأ في بناء الدولة الإسلامية لكن الدموع تتجدد مرة أخرى حينما يستشهد "حمزة" عم النبي في غزوة "أحد" فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم حينما رأى جسد عمه وحبيبه ممثلا به وهو واقف والدموع تنزل على وجهه الشريف: (لن أصاب بمثلك أبدا، ما وقفت موقفا قط أغيظ إليّ من هذا).. أما الموقف الذي عبّر فيه الرسول عن حزنه وقال صراحة عن دمعه فقد كانت في وفاة ولده "إبراهيم" عليه السلام فقد قال صلى الله عليه وسلم: (والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا "إبراهيم" لمحزونون).. فها هو النبي لا يتحرج من الحديث عن دموعه الشريفة فهو الرسول الذي اكتملت فيه إنسانيته وصفت بشريته.. إنه الرسول الذي بعثه الله رحمة للعالمين.

وسبحانه القائل جل شأنه: "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"...

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"..."
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتــديـات مـؤمـن جـودة الـمـشوقـة :: القسم الاسلامي :: منتدى الرسول الأعظم-
انتقل الى: